الملكُ العادلُ أبو القاسمِ نور الدين محمود بن عمادِ الدِّين زَنْكِي وهو ابن عماد الدين زنكي بن آق سنقر. يُلقَّب بالملك العادل، ومن ألقابه الأخرى ناصر أمير المؤمنين، تقيّ الملوك، ليث الإسلام، كما لُقَّب بنور الدين الشهيد رغم وفاته بسبب المرض. وهو الابن الثاني لعماد الدين زنكي .
ذكر أبو شامة: (وكان يحضر مشايخهم عنده ويقربهم ويدنيهم ويبسطهم ويتواضع لهم فإذا أقبل أحدهم إليه يقوم له مذ تقع عينه عليه ويعتنقه ويجلسه معه على سجادته ويقبل عليه بحديثه([1])
وكان يقول عن الصوفية: “هؤلاء جند الله وبدعائهم ننتصر على الأعداء”([2])
ويصف لنا ابن خلِّكان نور الدين هذا بأنه كان ملكاً عابداً زاهداً ورعاً مجاهداً في سبيل الله وقد لامه بعض أصحابه على تكريمه للصوفية فغضب غضباً شديداً وقال: “إني لا أرجو النصر إلا بأولئك… كيف أقطع صلات قوم يقاتلون بسهام لا تخطئ([3])
وقد روى بانه كان متبعا للطريقة القادرية،([4]) فبنى الربط والخانقات في جميع البلاد للصوفية ووقف عليها الوقوف الكثيرة وأدرّ عليهم الإدارات الصالحة([5])
وكما يقول أحد المستشرقين المنصفين “نذر نور الدين حياته للحرب المقدسة متفانياً فيها بحماسة الصوفي العنيدة”([6])
وعندما فتح الموصل سنة 566هـ قصد الشيخ عمر الملاّ في زاويته وكان يستشيره في أموره ويعتمد عليه في مهماته وعندما غادر الموصل أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفعلوا أمراً حتى يعلموا الملاّ به([7])
————————-
([1])الكواكب الدرية في السيرة الفورية، ابن قاضي شهبة ص38 , – الروضتين في أخبار الدولتين ج1 ص9.
([2])البداية والنهاية، ج(12) ص281
([3])وفيات الأعيان. ج(5) ص188. الكواكب الدرية. ص162.
([4])الامام عبد القادر الجيلاني تفسير جديد تأليف جمال الدين فالح الكيلاني “..
([5])الروضتين في أخبار الدولتين، أبو شامة المقدسي. بيروت دار الجيل ج(1) ص9<الكامل في التاريخ ج(11) ص402.
([6])كتاب صلاح الدين الأيوبي البطل الأنقى في الإسلام، ألبير شاندور. ترجمة سعيد أبو الحسن دمشق 1988 دار طلاس ط(1) ص117.
([7])البداية والنهاية، ج(12) ص282، الكواكب الدرية. ص68