مُحمَّد بن عبد الله حسن «قائد جيش الدراويش»: بدأَ الاحتلال البريطاني في الصومال بالتبشير بالمسيحيَّة في البلاد، لكنّ الاحتلال لم يكن بريطانيًّا فقط، فقد كان إيطاليًا أيضًا، وفي بعض المناطق إثيوبيًّا. وفي هذه الأجواء كانت الطريقة الصالحيَّة الشاذلية تقوم بدورها التوعويّ في المنطقة، وبرز منها قائدٌ قويٌّ استطاع أن يحارب الاستعمار ويقف له قرابة عشرين عامًا، كان الاستعمار البريطاني يلقبه بـ «الملا المجنون» وكان جيشه معروف باسم «جيش الدروايش» وكذلك دولته: «دولة الدراويش». أسَّس الشيخ حركته عام 1897م وأعلن الجهاد ضد المستعمر عام 1899، وبدأت أولى معاركه مع القوات البريطانية وهزمها عدَّة هزائم، مما جعل بريطانيا تجنح للسلم معه فعقدوا معه اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1905 استمرت سنتين، بعدما لم تفز بريطانيا بأية معركة منذ 1901 وحتى 1905.
أعيا محمد بن عبدالله حسن بريطانيا، فقد عرضت عليه ملك الصومال فرفض ذلك، وحاولت معهُ بشتى الوسائل فلم ينفع معه وكان رده قاسيًا في كل مرة، في النهاية عقد مجلس الوزراء البريطاني اجتماعًا في أكتوبر 1919 قرر فيه شن هجوم واسع للقضاء على حركة الدروايش وقائدهم واستخدمت الطيران الحربيّ لأول مرة في مستعمرة بريطانية استطاعوا خلال هذه المعركة أن ينالوا من الشيخ الذي أصيب ثم توفي متأثرًا بجراحه بعد أن قُتلَ عدد كبير من أتباعه ومريديه. وبعد أن قَتَلَ عددًا كبيرًا من الجنود البريطانيين والإيطاليين ونال من القائد البريطاني الجنرال ريتشارد كورنفيلد في معركة دلمادوب التي قتل في بدايتها.