قال محمد بن علي الحباك خادم سيدي جلال الدين السيوطي رضي الله عنه أن الشيخ السيوطي قال له يوما وقت القيلولة وهو عند زاوية ومقام الشيخ عبد الله الجيوشي بجبل المقطم بمصر المحروسة : أتريد أن تصلي العصر بمكة المكرمة بشرط أن تكتم ذلك على الناس حتى أموت ؟؟؟
قال فقلت : نعم
قال : فأخذ بيدي وقال غمض عينيك فغمضتهما، فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة ثم قال لي افتح عينيك: فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا مقام السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها والفضيل بن عياض وسفيان ابن عيينة وغيرهم ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر
ثم قال لي سيدي جلال الدين السيوطي رضي الله عنه : يا فلان ليس العجب من طي الأرض لنا وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا .
ثم قال لي :إن شئت تمضي معي وإن شئت تقيم حتى يأتي الحج!!
قال فقلت : اذهب مع سيدي..
فمشينا إلى باب المعلاة وقال لي :غمض عينيك!!
فغمضتهما فهرول بي سبع خطوات ، ثم قال لي : افتح عينيك!! فإذا نحن بالقرب من مقام سيدي الجيوشي رضي الله عنه على قمة جبل المقطم فنزلنا إلى مقام سيدي عمر بن الفارض في وادي جبل المقطم .
المصدر: “شذرات الذهب” لابن العماد الحنبلي