نسب ابن تيمية إلى الصحابة : أنهم لم يدعوا الله مستقبلي القبر الشريف بل ينحرفون ويستقبلون القبلة ([1])
أوّلا: إنّ ابن تيمية لم يذكر اسم صحابي واحد كان قد انحرف عن القبر إلى القبلة في الدعاء ولو مرّة واحدة ، بل برغم انه قد نسب ذلك إلى كل الصحابة! مع انه قد ورد عن ابن عمر ـ وهو من الصحابة ـ خلاف ذلك وان من السنة أن يستقبل القبر المكرّم ويجعل ظهره للقبلة([2])
ثانياً: لا مانع من استقبال القبر عند الدعاء ، وذلك للآية الكريمة( أينما تولّوا فثمَّ وجه الله) ([3])
ثالثاً: فتوى الفقهاء على خلاف ذلك:
فتوى مالك: حينما سأله المنصور: أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول اللهصلى الله عليه وسلم ؟ فقال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله تعالى([4]) .
وفي هذا السؤال دلالة واضحة على أن الدعاء عند القبر الشريف كان مشهوراً – ومرتكزاً – لا يشك في جوازه ورجحانه وإنما الذي توقف فيه المنصور ، هو أن استقبال القبلة حال الدعاء أفضل أم استقبال القبر الشريف([5])
ومن الفقهاء الذين قالوا بالدعاء مستقبلا القبر الشريف واستدبار القبلة الإمام أبو حنيفة وابن الهمام محقق الحنيفية وابراهيم الحربى فى مناسكه وهو مذهب الشافعى والجمهور وللمزيد من الأدلة على مشروعية استقبال القبر فى الدعاء واستدبار القبلة([6])
([4]) وفاء الوفاء 4 : 1376، المواهب اللدنية 3/409 .
([5]) الغدير 5: 135 ، انظر كشف الارتياب 247 ـ 340 ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2
([6]) شرح الشفا 3: 517 ، كشف الارتياب 326 ، وفاء الوفاء 4: 1378