يقولون : النار تفنى وينتهي فيها عذاب الكفار([1]) .
الوهابية يدافعون عن الذي يقول ان النار تفنى لا يبقى فيها احد ويعتبرون ان له ثوابا ([2]) .
من ضلالات ابن تيمية زعمه بأن النار تفنى وتبعه على ذلك تلميذه ابن القيم الجوزية, يقول ابن تيمية في كتابه الرد على من قال بفناء الجنة والنار ما نصه:{ وفي المسند للطبراني ذكر فيه أنه ينبت فيها الجرجير, وحينئذ فيحتج على فنائها, وأقوال الصحابة, مع القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة ولا أقوال الصحابة} انتهى, ثم زعم في نفس الكتاب أن قول من قال بدوام النار محتجا بالإجماع أن هذه المسئلة الإجماع فيها غير معلوم وأنه لا يقطع فيها بإجماع, ثم زعم أن القول بفنائها فيه قولان معروفان عن السلف والخلف, وقد نقل هذا عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم .
وللتعقيب على ذلك نقول قول الله تعالى” وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا “([3]) .
وقولهم هذا رد لصريح القرءان والسنة الثابتة المتفق على صحتها ولإجماع الأمة, أما مخالفته للآيات القرءانية الدالة على بقاء النار واستمرار عذاب الكفار بلا انقطاع إلى ما لا نهاية له وهي كثيرة منها قوله تعالى:{إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا. خالدين فيها أبدا لا يجدون وليّا ولا نصيرا}سورة الأحزاب, وقوله تعالى:{وما هم بخارجين من النار}سورة البقرة, وغيرها من الآيات الكثيرة, وقد ذكر الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في رسالته “الاعتبار ببقاء الجنة والنار” التي ردّ بها على ابن تيمية نحواً من ستين ءاية, بل قوله تعالى:”كلما خبت زِدناهم سعيراً ” .,كافٍ في نسف ما ادعاه ابن تيمية وغيره.
أما رده للحديث الصحيح الثابت فما رواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:{ يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت, ولأهل النار خلود لا موت}.
([1]) ( القول المختار لفناء النار) لعبد الكريم الحميد ، ص : 7 ، السعودية ، الرياض ، و ( شرح العقيدة الطحاوية لإبن أبي العز ( أثنى على كتابه ابن باز ) ص/ 427، المكتب الإسلامي ، بيروت ) .