ياولدي
الصُّوفيُّ أكثَرُ من “فقيه” ، فالفقيه وقف عند الأقوال .
والصُّوفيُّ أكثر من ” العابِد ” ، فالعابد وقف عند الأعمال ، أما هو فقد جَمَعَ بينهما ، فأثمر “الأحوال ”
والصُّوفيُّ أكثرُ من “زاهد” ، إذ الزاهد في الدنيا زاهِدٌ في لا شئ .
أما الصُوفي فلا يزهد إلا فيما يحجبه عن اللَّه ، وبهذا يجعل الدنيا في يده ، لا في قلبه .
وهكذا يصبح التصوّف فرض عَيْن ، لأنه” طلب الكَمَال” .
وما من مخلوق إلا فيه نقص يجب استكماله ، وبالتالي كان كل علم يمكن الاستغناء عنه إلا التصوف ، لأن موضوعه: { الذاتُ ، والرُّوح ، وعلاقة الوجود بالموجود ، وارتباط الغيب بالشهادة ،والملك بالملكوت } .
وكُلُّ عِلم بعد هذا فهو نافلة .
جاء شابٌ إلي مرشد صوفي ، فقال له : يا ولدي ”
إن كنت تريد الدنيا والجنًّة فعليك بفقيه ، وإن كنت تريد رب الدنيا ورب الجنة فهلمّ إلينا .
نعم ، مَنْ وَجَدَ اللًّه فما فَقَدَ شيئاً – وإن فَقَد –
ومَنْ فَقَدَ اللَّه ،فَمَا وَجَدَ شيئاً – وإن وَجَد –
فشئون الدنيا كلها كشئون الآخرة كلها … { قُلْ كُلٌّ مِنْ عِندِ اللَّهِ } الآية ٧٨ ، النساء.
مدرسة الإمام الرائد