لقد صنف ابن تيمية كتابا أسماه (فضائل معاوية وفي يزيد وأنه لا يسب).
قال ابن تيمية: ويزيد لم يسب للحسين حريما، بل أكرم أهل بيته! ([1])
كيف أخى الكريم يقال عن قاتل الإمام الحسين بأنه لا يسب !
لقد نقل التفتازاني إجماع السلف في هذه المسألة، فقال في كتابه (شرح العقائد النسفية) ما نصه: ” اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين أو أمر به أو أجازه أو رضي به والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادا، فنحن لا نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه “([2])
وقال: ولا سبى أهل البيت أحد، ولا سبي منهن أحد. ([3])
هل اعتمد في كلامه هذا على نقل من أحد سواء كان من الثقات أو من غيرهم؟ كلا أبدا ، إنما أطلقها حمية ليزيد..
أما أصحاب التاريخ فقد أجمعوا على صحة هذا الذي كذب به ابن تيمية، وهذه عبارة ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد صاحب الطبقات اللذين صرح ابن تيمية بصحة ما نقلا من أحداث مقتل الحسين :
– قال ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد – بعد أن ذكرا قتل الحسين وانتهابهم ثيابه وسيفه وعمامته – ما نصه: ” وأخذ آخر ملحفة فاطمة بنت الحسين، وأخذ آخر حليها .
ويقول ابن تيمية مرة أخرى معتذرا ليزيد: ” ويزيد ليس بأعظم جرما من بني إسرائيل، كان بنو إسرائيل يقتلون الأنبياء، وقتل الحسين ليس بأعظم من قتل الأنبياء “!! ([4])
([1]) منهاج السنة لابن تيمية 2: 226 .
([2]) شذرات الذهب العماد الحنبلي 1: 68 – 69، وانظر الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 62، 66 .