يقول سيدى عبد القادر الچيلانى رحمه الله فى تربية المريد :
- “لا يحلف المتعلم بالله عز وجل صادقا ولا كاذبا” ، عامدا ولا ساهيا ؛ لأنه إذا احكم ذلك من نفسه ، دفعه ذلك إلى ترك الحلف بالكلية ، وبذلك يفتح الله له بابا من أنواره يدرك أثره في قلبه ، ويمنحه الرفعة والثبات والكرامة عند الخلق .
- “أن يجتنب المتعلم الكذب هازلا أو جادا” ؛ فإذا اعتاد ذلك شرح الله صدره ، وصفا علمه ، وصار حاله كله صدق و ظهر أثر ذلك عليه .
- “أن يفي بما يعد ، وأن يعمل على ترك الوعد أصلا “؛ لأن ذلك أضمن له من الوقوع في الحلف والكذب ؛ فإذا فعل ذلك ، فتح له باب السخاء ، ودرجة الحياء ، وأعطي مودة في الصادقين
- “أن يجتنب لعن أي شيء من الخلق” ، وإيذاء ذرة فما فوقها ؛ فذلك من أخلاق الأبرار والصديقين ، لأن ثمرة ذلك حفظه من مصارع الهلاك ، والسلامة ، ويورث رحمة العباد ، مع ما يهبه الله من رفيع الدرجات
- “أن يجتنب الدعاء على أحد” ، وإن ظلمه فلا يقطعه بلسانه ، ولا يقابله بقول أو فعل ؛ فإن فعل ذلك وجعله من جملة آدابه ارتفع في عين الله ، ونال محبة الخلق جميعا
- “أن لا يشهد على أحد من أهل القبلة بشرك” ، أو كفر ، أو نفاق ، فذلك أقرب للرحمة ، وأقرب لأخلاق السنة ، وأبعد من ادعاء العلم ، وأقرب إلى رضا الله ، وهو باب شريف يورث العبد رحمة الخلق أجمعين .
- “أن يجتنب النظر إلى المعاصي” ، وأن يكف جوارحه عنها ، لأن ذلك مما يسرع في ترقية النفس إلى مقاما أعلى ، ويؤدي إلى سهولة استعمال الجوارح في الطاعة
- “أن يجتنب الاعتماد على الخلق في حاجة صغرت أو كبرت” ؛ فإن ذلك تمام العزة للعابدين ، وشرف المتقين ، وبه يقوى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويستغني بالله ، ويثق بعطائه ، ويكون الخلق عنده في الحق سواء ، وذلك أقرب إلى باب الإخلاص
- “أن يقطع طمعه من الآدميين” ، فذاك الغنى الخالص ، والعز الأكبر ، والتوكل الصحيح ؛ فهو باب من أبواب الزهد ، وبه ينال الورع
- التواضع ، وبه تعلو المنزلة” ؛ فهو خصلة أصل الاخلاق كلها ، وبه يدرك العبد منازل الصالحين الراضين عن الله في السراء والضراء ، وهو كمال التقوى ([1]).