قال الإمام البركوي رحمه الله تعالى: (المجاهدة: وهي فطم النفس وحملها على خلاف هواها في عموم الأوقات، فهي بضاعة العباد ورأس مال الزهاد، ومدار صلاح النفوس وتذليلها، وملاك تقوية الأرواح وتصفيتها ووصولها إلى حضرة ذي الجلال والإكرام. فعليك أيها السالك بالتشمير في منع النفس عن الهوى وحملها على المجاهدة إن شئت من الله الهدى، قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا َلنهدِينهم سبلَنا} .
وقال أيضاً: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسِهِ} )[“الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية”
. .
وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: (سمعت السري السقطي يقول: يا معشر الشباب جِدوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتقصروا كما ضعفت وقَصرت. وكان في ذلك الوقت لا يلحقه الشباب في العبادة) [“الرسالة القشيرية” ص ٤٨ ص٥٠] .
وقال أبو عثمان المغربي رحمه الله: (لا يرى أحد عيب نفسه وهو مستحسن من نفسه شيئاً، وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال) [“الرسالة القشيرية”] .
وقال أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى: (من زين ظاهره بالمجاهدة حسن الله سرائره بالمشاهدة، قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا َلنهدِينهم سبلَنا} .
واعلم أنه من لم يكن في بدايته . صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة) [“الرسالة القشيرية” ] وقال الإمام البركوي رحمه الله تعالى: (ما أسرع هلاك من لا يعرف عيبه، فإن المعاصي بريد الكفر) .[“الرسالة القشيرية” ] .
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى: (إنَّ نجاة النفس أنْ يخالف العبد هواها، ويحملَها على ما طلب منها ربها) [“تعليقات على الرسالة القشيرية” للشيخ زكريا الأنصاري].