قال يوسف بن الحسين الرازى : كنت قاعداً بين يدي ذي النون وحوله ناس، وهو يتكلم عليهم، والناس يبكون، شاب يضحك.
فقال له ذو النون: ما لك أيها الشاب؟ الناس يبكون وأنت تضحك.
فأنشأ يقول:
كلهم يعبدون من خوف نار … ويرون النجاة حظاً جزيلا
ليس لي في الجنان والنار رأي … أنا لا أبتغي بحبي بديلاً
فقيل له: فإذا طردك فماذا تفعل؟
فأنشأ يقول:
فإذا لم أجد من الحب وصلاً … رمت في النار منزلاً ومقيلا
ثم أزعجت أهلها ببكائي … بكرة في ضرامها وأصيلا
معشر المشركين نوحوا علي … أنا عبد أحببت مولى جليلا
لم أكن في الذي ادعيت محقاً … فجزاني به العذاب الطويلا([1])