“من شبَّ على شيء شاب عليه ” ما أجمل دقة العبارة و ما أجمل تمثيل ابن أبي يزيد البسطامي لها :
•قامَ أبا يزيد البسطامي يتهجد الليل ، فرأى ابنه الصغير إلى جواره ، فأشفق عليه لصغره و شدة البرد و مشقة السهرفقال له : ارقد يا بُنيّ فأمامك ليلٌ طويل !
فقال له الولد : فما بالك أنت قمت ؟!
قال : يا بني إنه قد طَلَب مني أن أقوم له .
قال الغلام الفطِن : إني قد حفظت في ما أنزله تعالى في كتابه : ( إنَّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك ).
فمن هؤلاء الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
قال الأب : إنهم أصحابه .
فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله !
فبلغت الدهشة أباه فقال : يا بني أنت لازلت طفل لم تبلغ الحلم بعد !
فقال الغلام : يا أبت إني أرى أمي تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها ، فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الكبار إن نحن أهملنا في طاعته !
فانتفض أبوه و قال : قم يا بني فأنت أولى بالله من ابيك. ([1])
([1])ألف قصة وقصة للدكتور تحسين على شيروانى ص 521