وفي المحطة وضعت يدي في جيبي فلم أجد ( الريال الفضة ) وأحسست بالضيق , فلم يكن معي غيره ؛ ووقفت حزيناً ماذا أفعل ؟
كانت معي ” قفة ” بها زوادة الطعام , ووضعتها إلى جانبي , ووقفت أتلفت حولي في ضيق وقلق بحثاً عن إنقاذ , ولمحت رجلاً بعمامة حمراء وهو قادم من بعيد , وقلت لنفسي , لعل هذا الرجل الأحمدي ينقذني ! فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية , طريقة سيدي أحمد البدوي , وأنا من المحبين لسيدي أحمد البدوي وتاريخ سيدي أحمد البدوي , تاريخ طويل ومجيد .
كنت أتصور أن الرجل سوف يبطئ من خطواته , عندما يتطلع إلي ويرى حالي , لكنه مر من أمامي ولم يلتفت لي , وزاد من ضيقي وقلقي وحزني .
ووجدتني أقول لنفسي : إيه يا سيدي أحمد ! أنا كنت باحسب إنك باعت لي نجدة !
و قبل أن أتمها لمحت على الأرض في وسط الطريق ( ريال فضة )
فأسرعت وأخذته وفرحت كثيراً , واتجهت إلى القطار وركبته إلى القاهرة ومرت الأيام , وبعد سنتين سافرت للعمل في مكة المكرمة , وفي الأجازة وفي محطة بنها لمحت الرجل الأحمدي وتذكرت الريال الفضة , فأسرعت إليه وأخرجت عشرة جنيهات وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت , وفؤجئت به يبعد يدي عنه ويقول:
أنا عايز الريال الفضة بتاعي!
وانصرف واندهشت .. ويضحك الشيخ ويقول “ يخرب عقلك ..هو أنت بتاع الريال الفضة ) ([1])