بينما يسير الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يتفقد أحوال المدينة إذ عيي فاتكأ إلى جانب جدار في جوف الليل،
فإذا امرأة تقول لابنتها: يا ابنتاه قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء
فقالت لها: يا أماه أو ما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟
قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟
قالت: إنه أمر مناديه فنادى أن لا يشاب اللبن بالماء.
فقالت لها: يا بنية قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر .
فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء([1]) .
([1]) صفة الصفوة لابن الجوزى , ذكر المصطفيات من بنيات صغار تكلمن بكلام العابدات الكبار