ذات ليله بعد حديث طويل عن الصوفيه واولياء الله سألنى الشيخ الشعراوى :هل قلت لك حكايتى مع السيده زينب ؟..مع ستنا زينب ؟
قلت:لم أسمعها يا مولانا
قال الشيخ:أنا جاورت ستنا زينب سبع سنوات من سنه 1936 إلى سنه 1942 , كنت أسكن فى شارع البرنس عزيز عند قلعه الكبش فى حى السيده زينب وكنت وقتها طالبا وحدث وانا أستعد لدخول الإمتحان فى الشهاده العاليه أننى مرضت وأشتد بى المرض ولم أدخل الإمتحان .
فاتنى الإمتحان فى الدور الاول وفاتنى فى الدور الثانى أيضا وزعلت وحزنت لاننى كنت مجتهدا , وقلت للسيده زينب :إحنا ساكنين جنبك وبنصلى عندك وفاتنا الإمتحان فى الدور الأول والدور الثانى وصاعت السنه وخاصمتها .
ولم أعد أصلى فى مسجدها كنت أصلى فى زاويه أسمها زاويه الحبيبه
وقال الشيخ: وفى تلك الأيام كان لى صديق من العارفين بالله اسمه الشيخ محمد عبدالفتاح كان أستاذا فى كليه الشريعه وفوجئت به يحضر لزيارتى فى ليله المولد مولد ستنا زينب وكانت الليله هى الليله الكبيره , وقال لى وكانه يأمرنى قوم يا وله , قوم البس هدومك , فسألته ليه ؟ وعلى فين حنروح؟
قال:قلت لك قوم ألبس هدومك , فقلت :خير حنروحوا فين ؟
قال:حاروح أصلحك على الست على ستنا زينب .
واندهشت! , كيف عرف أننى زعلان من الست؟! , كيف عرف أننى خاصمتها؟!
وفعلا أخذنى ورحنا للست رحنا للسيده زينب , دخلنا المسجد وصلينا ركعتين وزرنا الست وسلمنا عليها وقعدنا وصلينا العشاء
وقضينا الليل فى المسجد وعند الفجر عدنا للبيت لكى ننام ونستريح شويه , فى البيت نام الشيخ عبد الفتاح على السرير ونمت أنا على الكنبه فى الصاله
لم يمض وقت طويل حتى سمعت طرقات على الباب ايقظتنى من رؤيا جميله
من يكون هذا الذى يجىء فى هذا الوقت , وقمت وفتحت الباب فوجدت والدى جاء من البلد ومعه الزواده بتاعتنا
وقلت له وانا أرحب به وأحمل عنه القفه وأفسح له الطريق أنت صحتنى من رؤيه حلوه .كنت فعلا فى رؤيا جميله عندما أيقظتنى خبطات والدى على الباب ,
فسألنى والدى باهتمام :رؤيه إيه يا وله , قلت:رؤيه الست, ستنا , فسألنى باهتمام أكبر ويده على كتفى تهزنى .
أنت شفتها يا وله ؟وكان وجهها عريان والا متغطى بطرحه؟
قلت له :ايه عريان ؟وايه متغطى؟
قال وهو يعيد السؤال : كان وجهها عريان ؟ولا متغطى ؟
قلت :كان عريان , فاحتضنى وقبلنى
سألته: معناها ايه ان وجهها عريان يابويا؟
قال:معناها ان احنا من اهلها من محارمها يا وله , من اهلها!
وسألنى :وقالت له ايه يا وله؟
قلت وانا أمسك بيده : تعال نتكلم فى الأوضه التانيه
فسألنى : مين اللى عندك هنا .
قلت :الشيخ عبد الفتاح وهو نائم فى السرير ولا نريد أن نوقظه بكلامنا
ودخلنا فى الأوضه التانيه .
وقبل أن نتكلم فوجئت بالشيخ عبد الفتاح وقد استيقظ من نومه واخذ ينادينى ولا يكن قد عرف ان والدى قد جاء .
وسمعته يسألنى وهو فى السرير: قالت لك ايه يا وله؟ تعال هنا وقولى
فقلت: قالت لى انت زعلان مننا ؟
وعاد يسألنى : وأبوك قال لك ايه؟
قلت :أبويا سألنى وشها كان عريان ولا متغطى بطرحه؟
قال:وقلت له ايه , قلت:عريان
قال:وأبوك قال لك ايه؟ قلت :فال احنا من محارمها , من أهلها
قال الشيخ عبد الفتاح:صدق , صدق
وعاد الشيخ عبد الفتاح يسألنى : وسيتنا زينب قالت لك ايه يا وله؟
قلت:قالت لى انت زعلان مننا؟
ان كانت راحت من سنه هنعوضها لك بخمسه
فقال الشيخ عبد الفتاح :والخمسه دى تبقى ايه , ومعناها ايه؟
قلت: الله اعلم .
ومضى الشيخ يقول :لم ادرك معنى عباره السيده زينب :هنعوضها لك بخمسه إلا بعد فتره , فقد حدث بعد ذلك أن تخرجت فى الأزهر واشتغلت موظفا بالدرجه السادسه وكان من المعمول به ان تتم الترقيات إلى الدرجات الخاليه ليس بالأقدميه فقط وانما هناك نسبه 25%من الدرجات الخاليه تعطى بالاختيار للموظفين المجيدين فى أعمالهم وقد فوجئت بترقيتى من الدرجه السادسه إلى الدرجه الخامسه بالاختيار وليس بالأقدميه
ويومها تذكرت عباره السيده زينب سنعوضها لك بخمسه
ويومها ايضا استأذنت من عملى الزقازيق وجئت إلى القاهره لزياره الست
وقال الشيخ الشعراوى :هناك من لا يصدق مثل هذا الأشياء بل ويعتبر قائلها من
المجاذيب أو المجانين وهؤلاء معذورون لانهم لم يروا شيئا ([1])