في إحدى الليالي رأى الملك العادل نور الدين زنكي النبي صلى الله عليه وسلم في حلمه وهو يشير إلى رجلين ويقول: أنقذني من هذين الاشقرين.
فاستيقظ وتوضأ وصلى ركعتين ثم نام فرأى نفس الرؤية
فقام وتوضأ وصلى ركعتين ثم نام فرأى نفس الرؤية!
فقال: لم يبق نوم فقام وقال لوزيره جمال الدين الموصلي بما رأى، وامره بالتكتم بالأمر والاستعداد للذهاب الى المدينة.
وذهب الى المدينة المنورة بصحبة 20 من قادته ورجاله ومعهم مال كثي ، ووصل المدينة وصلى في الروضة الشريفة ولا يدري ماذا يفعل وقد اجتمع حوله أهل المدينة.
فقال الوزير لأهل المدينة: إن السلطان قد جاء للزيارة. وأمر السلطان نور الدين بجمع كل أهل المدينة لتوزيع عليهم الهدايا والمال فاجتمعوا كلهم وكان يدقق في كل واحد منهم املا في رؤية من قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجد، فقال لأهل المدينة: هل بقى منكم أحد؟
فقالوا: لا.
فقال: تفكروا وتأملوا.
فقالوا: بقى رجلين من المغرب لا يتناولان شئ من أحد ويكثرون الصدقة.
فاستبشر بهم نور الدين وقال: عليّ بهما.
فرأهما فإذا هم من اشار عليهم النبي فقال لهم: من اين جئتما؟
فقالوا: من بلاد المغرب جئنا لنسكن بالمدينة.
فقال لهما: اصدقاني.
فصمموا على ما قالوا
فسأل اين منزلهما ؟
فقيل: انه منزل بالقرب من الحجرة الشريفة، فأخذهما معه الى منزلهما وأخذ يفتش فوجد مصحفين واموال كثيرة فقال اهل المدينة : انهم يصلون الصلوات في جماعه ويزورون البقيع كل يوم ويصلون في قباء كل سبت.
فأخذ يبحث ويبحث ويتجول في البيت فوجد حصيرة فرفعها فوجد سرداب يوصل للحجرة الشريفه فقال لهما : اصدقاني حالكما، فأصرا على ما قالا.
فأمر بضربهما فاعترفا انهم من الإفرنج وجاءوا ليأخذوا جسد النبي وتنكرا في لبس المغاربة، فسجد لله شكرا وأمر بقطع رقبتهما وأمر بحفر خندق عظيم من كل جهات الحجرة النبوية الشريفه يصل الى الماء ثم يصب فيه النحاس المذاب ليكون حائط وسورا داخليا على الحجرة وكذلك تم انقاذ جسد النبي من النصارى وكثرت المحاولات لسرقة جسد النبي الا انها باءت بالفشل. ([1])