عندما انطلق قطار الحجاز لأول مرة عام 1908 وكان من ضمن ركابه فضيلة عالم الشام ومحدثه الشيخ ( بدر الدين الحسني )
فوقف القطار في عرض البادية لشيء طرأ عليه، وقد رأينا هذه البادية فإذا هي رمال ملتهبة ، وشمس محرقة، ولا شيء سواهما , فنزل بعض القوم يصلون، ونزل الشيخ .
فلما أحرموا بالصلاة وكادوا يركعون ، صفر القطار، فانفضوا إليه فتعلقوا به وتركوا الشيخ قائماً , وسار القطار .
قال الراوي: فنظرت إليه فلا والله ما ألتفت ولا تحرك، فكدت والله أُجَنَّ، وأقبلت على من بيدهم أمر القطار فرجوتهم أن يوقفوه، فأمر بالقطار فتقهقر حتى وقف على الشيخ , فإذا هو جالس لم يسلم، فلما سلم قام فركب، وما يبالي بانقطاعه في البادية، ولا بالموت الذي يحوم حوله، ما دام قائماً بين يدي رب الأرض والسموات، ومن بيده الموت والحياة. ([1])
([1])محدث الشام العلامة السيد بدرالدين الحسني محمد بن عبدالله آل الرشيد