الشيخ ابن حجر الهيتمي : قال في كتابه الفتاوى الحديثية ناقلا المسائل التي خالف فيها ابن تيمية إجماع المسلمين ما نصه: ” مما خرق فيه الإجماع قوله في : عليَّ الطلاق أنَّه لا يقع عليه بل عليه كفارة يمين ، ولم يقل بالكفارة أحد من المسلمين قبله ، وأن طلاق الحائض لا يقع ، وكذا الطلاق في طُهْر جامع فيه ، وأن الصلاة إذا تركت عمداً لا يجب قضاؤها ، وأن الحائض يباح لها بالطواف بالبيت ولا كفارة عليها ، وأن الطلاق الثلاث يُردُّ إلى واحدة ، وكان هو قبل ادّعائه ذلك نقل أجماع المسلمين على خلافه ، وأن المكوس حلال لمن أقطعها ، وأنها إذا أخذت من التجَّار أجزأتهم عن الزكاة وإن لم تكن باسم الزكاة ولا رسمها ، وأن المائعات لا تنجس بموت حيوان فيها كالفأرة ، وأن الجنب يصلى تطوّعه بالليل ولا يؤخره إلى أن يغتسل قبل الفجر ، وإنْ كان بالبلد ، وأن شرط الواقف غير مُعْتبَر ، بل لو وقف على الشافعية صرف إلى الحنفية وبالعكس ، وعلى القضاة صُرِف إلى الصوفية ، في أمثال ذلك من مسائل الأصول مسألة الحسن والقُبْح التزم كل ما يرد عليها ، وإن مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسق ، وأن ربنا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّاً كبيراً مَحلُّ الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدس ، وأنه مْركَّبٌ تفتقر ذاته افتقار الكل للجزء تعالى الله عن ذلك وتقدس ، وأن القرآن محدث في ذات الله تعالى الله عن ذلك ، وأن العالم قديم بالنوع ، ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار تعالى الله عن ذلك ، وقوله بالجِسْمِّية والجهة والانتقال ، وأنه بقَدَر العرش لا أصْغَرَ ولا أكبر تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح ، والكفر البراح الصريح ، وخذل مُتَّبِعيه وشتت شَمْل معتقديه ، وقال : إن النار تفنى ، وأن الأنبياء غير معصومين ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جاه له ولا يتوسل به ، وأنَّ إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تُقصر الصلاة فيه ، وسيحرم ذلك يوم الحاجة ماسَّة إلى شفاعته ، وأن التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما ” ([1])
وقال أيضا ما نصه: وإياك أنْ تصغى إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن هديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود ، وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة ، فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك ، بل هم على أسوأ الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المَقَّتْ والخسران وأنهى الكذب والبهتان فخذل الله متَّبِعهم وطهر الأرض من أمثالهم ([2]) .
وقال أيضا : قلت : من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شيء من امور الدين عليه ؟! وهل هو إلا كما قال جماعة من الائمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة ؛ وحججه الكاسدة ؛ حتى أظهروا عوار سقطاته ؛ وقبائح أوهامه وغلطاته ؛ كالعز بن جماعة : عبد أضله الله تعالى وأغواه ، وألبسه رداء الخزي وأرداه ، وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان ؛ وأوجب له الحرمان([3]) .
([1]) الفتاوى الحديثية (ص/116).