يقول الشيخ محمد راغب الطباخ في كتابه ” الثقافة الإسلامية ” :
( وقد تأملنا سيرة الصوفية في القرون الأولى من الإسلام ، فوجدناها سيرة حسنة جميلة مبينه على مكارم الأخلاق ، والزهد والعبادة ، قد قاموا في عصورهم بالواجب عليهم وإرشاد الخلق إلى الحق والدعوة إليه ، وصدهم الناس عن التكالب على الدنيا وجمع حطامها من أي وجه كان ، أو الاسترسال في الشهوات والملذات مما يؤدي إلي الانهماك في المحرمات والغفلة عن الواجبات وما خلق الإنسان له ، وتكون نتيجة ذلك انتشار الفوضى وظهور الفساد وكثرة الهرج والمرج ) .
وأضاف رحمه الله تعالي :
( وإذا تتبعنا آثار الصوفية وتراجمهم نجد أن الكثير منهم قد كان للواحد منهم أتباع يعدون بالألوف من المنتسبين إلى أواصر الألفة وروابط المحبة وممن تواسوا فيما بينهم وتواصوا بالحق ، وعطف غنيهم على فقيرهم ، ورحم كبيرهم صغيرهم ، فأصبحوا بنعمه الله إخوانا وصاروا كالجسد الواحد ، وكانوا في منتهى الطاعة والانقياد لشيخهم يقومون لقيامه ويقعدون لقعوده ، ويمتثلون أوامره ويتبادرون لأدني إشاراته …. ) .