في أحد الأيام فوجئ الإمام العظيم سلطان العلماء العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى بوجود حانة تبيع الخمور في القاهرة ، فخرج إلى السلطان “نجم الدين أيوب” ورأى العساكر مُصطفين بين يديه ورأى ما فيه السلطان من الأبهة في يوم العيد وقد خرج على قومه في أبهى زينته فأخذت الأمراء تُقبّل الأرض من بين يدي السلطان !!
فالتفت العز بن عبدالسلام إلى السلطان وناداه بصوتٍ مُرتفع: “يا أيوب ما حُجّتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك مُلك مصر ثم تُبيح الخمور ؟”
فقال السلطان: هل جرى ذلك ؟ فقال الشيخ: نعم .
فقال السلطان: يا سيدي هذا ما عملته أنا ، هذا من زمن أبي .
فقال الشيخ: أأنت من الذين يقولون إنا وجدنا آباءنا على أُمّة ؟
عندها كتب السلطان مرسومًا بإبطال تلك الحانة .
وعندما عاد الشيخ إلى تلاميذه سأله أحدهم : يا سيدي كيف استطعت أن تقف أمام السلطان العظيم وتصرخ به أمام أمرائه وتُناديه باسمه مُجردًا ؟!!
فقال الشيخ: يا بُني رأيته في تلك العظمة فأردت أن أهينه لِئلا تَكبُر نفسه فتؤذيه.
فقال التلميذ: يا سيدي أما خِفته ؟
فابتسم العز بن عبد السلام وقال: والله يا بُني إني عندما استحضرت هيبة الله تعالى صار السلطان أمامي كالقط ([1])
([1]) في التغيير التربوي أ.د. أحمد الدغشي ص 79 , 80 , أئمة الفقه التسعة لعبدالرحمن الشرقاوى .