[ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً ]
الذين خافوا الله لهم يوم القيامة الفوز العظيم ؛ لأن خوفهم قد حجبهم عن مداومة المعصية وردهم إلى المسارعة فى التوبة .
[ حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً ]
الحدائق هى البساتين النضرة التى تسر النظر ، والأعناب كل ثمار جميلة ولذيذة متاع لأهل التقوى جزاءً من ربهم .
[ وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً ]
أى قد برز جمال أثديتهن وأجسامهن وهنَّ متقاربات فى السن والترب القرين فى العمر القريب فى السن .
[ وَكَأْساً دِهَاقاً ]
كؤوس ملئت بالخمر اللذيذ .
[ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً ]
أى تطهرت أسماعهم فى الجنة عن سماع اللغو وهو الكلام الفارغ الذى لا فائدة فيه . والكذب هو الكلام المخالف لوجه الحقيقة وهذا كناية على أن الأسماع تتلذذ فى الجنة بكل كلام طيب جميل
[ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ]
أى هذا جزاء من الله لأهل التقوى وفضل من الله بعد الحساب فإنه أتحفهم بكل خير جزاء تقواهم .
[ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ]
الربوبية عطاء وفضل ورحمة من الرب على المربوب , أى مدبر لأهل الأرض والسماء وما بينهما من العوالم , فهو ربها المسئول عنها بربوبيته .
[ الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً ]
أى يخافون من خطابه هيبة منه ولا يتكلم منهم أحد إلا بإذنه وبأمره .
[ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً ]
أى فى هذا اليوم يقف الروح وهو ملك عظيم صفاً وتقوم الملائكة صفاً .
[ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ]
لا يتكلم منهم أحد إلا بإذن من الله وكان قوله مصيب للحق وهم لايصيبون إلا الحق .
[ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ]
هذا اليوم آتى لا محالة .
[ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً ]
من أيقن بوقوع هذا اليوم فلابد أن يأخذ طريقاً يرجع فيه إلى ربه رجاء أن ينجيه من هول هذا اليوم العظيم .
[ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً ]
أى هذا إنذار لكم عن قرب العذاب .
[ يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ]
أى فى هذا اليوم يرى كل إنسان ما صنع من الخير والشر .
[ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ]
ويتمنى الكافر لو كان من الأنعام فيصير بعد ذلك تراباً ولم يكن إنساناً وذلك لما ظهر له من عاقبة الكفر .