[ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ]
هى الملائكة التى تنزع أرواح الكفار بأشد ما يكون ، وهى ملائكة عذاب لم يجعل الله عز وجل فى قلوبهم رحمة ولا رأفة والنزع الاستيلاء بالقوة والقهر كأنما تخطفه خطفاً , وأشد الموت الغرق؛ لأن شدة الموت فيه مضاعفة ، لهذا كان من الشهداء , وكل ميتة جعلت صاحبها شهيداً فهى موتة شديدة والغرق أشدها.
[ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ]
هى الملائكة التى تقبض أرواح المؤمنين بالرفق واللين ، وهى ملائكة الرحمة فهى تأخذ أرواح المؤمنين كمن نشط من عقال ؛ لأن الدنيا سجن للمؤمن وجنة للكافر ، بهذا قال نشطا ، وهناك قال نزع ؛ لأن هذا خرج من سعة إلى ضيق , وأما المؤمن فقد خرج من ضيق الدنيا إلى سعة الجنة والآخرة .
[ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً ]
وهو وصف نزول الملائكة فى تنفيذ أوامر الله بسرعة ، والسباحة مع الطيران فيها مسارعة إلى الإمتثال لأمر الله فى التنفيذ ؛ لأن أصل نزول الملائكة الطيران فتكون السباحة منهم سرعة تنفيذ الأمر .
[ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً ]
الملائكة التى تسبق بالوحى إلى الأنبياء ، وبالإلهام إلى الأولياء ، فتسبق الشياطين لخبر السماء ؛ لأن الشياطين يسترقون السمع ليوحوا به إلى شياطينهم من الإنس . فهم يسبقون غيرهم لتنفيذ أمر الله إلى أهل الله فيكون نزولهم رحمة لأهل الله .
[ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ]
وهى الملائكة التى تدبر شئون الخلق من الرزق والمطر ونزول الأقدار وصرف الأقدار وحفظ من يجب حفظه , وتدبير شئون الخلق حسب إرادة الله وتقديره ووفق مشيئته سبحانه وتعالى وكل هذا لهم بأمر الله ووحيه إليهم عليهم السلام .
[ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ]
أى تهتز السماوات والأرض من هول النفخة الأولى فيتزلزل كل شئ .
[ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ]
ثم تأتى النفخة الثانية فيقوم الأموات ليوم النشور ، وهذا يوم البعث والحساب , فتوضع الموازين ، ويظهر الحق والباطل .