ليس التصوف هروبا من واقع الحياة كما يقول خصومه وإنما هو محاولة الإنسان للتسلح بقيم روحية جديدة تعينه على مواجهة الحياة المادية ، وتحقق له التوازن النفسي حتى يواجه مصاعبها ومشكلاتها.
وفي التصوف الإسلامي من المبادئ الإيجابية ما يحقق تطور الجتمع إلى الأمام فمن ذلك أه يؤكد على محاسبة الإنسان لنفسه باستمرار ليصحح أخطاءها ويكملها بالفضائل ويجعل فطرته إلى الحياة معتدلة فلا يتهالك على شهواتها وينغمس في أسبابها إلى الحد الذي ينسى فيه نفسه وربه فيشقى شقاء لا حد له. والتصوف يجعل من هذه الحياة وسيلة لا غاية وبذلك يتحرر تماما من شهواته وأهوائه بإرادة حرة([1]) .
([1]) مدخل إلى التصوف الإسلامي لفضيلة الدكتور أبو الوفا التفتازاني