كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخرج ليلاً في شوارع المدينة وأزقة الحواري ، لا ليتلصص على رعيته ، ولكن ليتفقد حالها ..
ذات مساء ، إذ بإعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً :
( طاول هذا الليل وإسود جانبه ، وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه
فلولا الذي فوق السماوات عرشه ، لزعزع من هذا السرير جوانبه )..
فيقترب أمير المؤمنين ويسترق السمع ، ثم يسألها من خلف الدار : مابك يا أختاه ؟..
فترد الإعرابية : لقد ذهب زوجي الى ساحات القتال منذ أشهر ، وإني إشتاق إليه……
فيرجع أمير المؤمنين الى دار إبنته حفصة رضي الله عنها ويسألها : كم تشتاق المرأة الى زوجها؟..
وتستحى الإبنة وتخفض رأسها ، فيخاطبها متوسلاً : إن الله لايستحي من الحق ، ولولا أنه شئ أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك..
فتجيب الإبنة : أربعة أشهر أو خمسة أو ستة..
ويعود الفاروق الى داره ، ويكتب لأمراء الجيش (لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر)..
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها….