ذكر الإمام عبالقادر البغدادي في بيان أصناف أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس: ذكر منها الصنف السادس قائلا: والصنف السادس منهم الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسئول عن الخير والشر ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدوا خير الإعداد ليوم المعاد وجرى كلامهم في طريقي العبارة والإشارة على سمت أهل الحديث دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء ولا يتركونه حياء، دينهم التوحيد، ونفي التشبيه ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى، والتوكل عليه، والتسليم لأمره، والقناعة بما رزقوا والإعراض عن الاعتراض عليه: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ([1])
([1])الجانب العاطفي من الإسلام , مصطلحات الصوفية في التفسير الاشارى , حازم نايف طاهر أبوغزالة ص 46 .