الآيات : من 1 إلى 8
[ طه ]
أى أيها الطاهر الهادى إلى سبيل ربه والله أعلم بمراده منها لأن بها علم لا يحصيه إلا الله
[ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ]
أى لم ينزل عليك الكتاب لأجل شقاوتك ولكن رحمة منا وهدى لمن اتبعك ، وكذلك تكريماً لك يا محمد فأنت عبدنا المجتبى سيد الخلق جميعاً .
[ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ]
إلا هنا للاستثناء وهم أهل الإيمان لأنهم سوف يسئلونك عن ربهم فتدلهم عن طريق الهداية إليه والتذكرة لمن نسى ربه والخشية هى وجل القلب من الله ، وخضوع الجوارح لطاعته والخوف من معصيته .
[تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى]
أى منزل هذا عليك هو الله الذى خلق الأرض وبسطها وخلق السموات بغير عمد مع علوها وإحكامها فإلهك إله قادر على كل شئ .
[الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى]
الرحمن هو عظيم الرحمة , على استعلى واستولى على عرش ملكه لا ينازعه أحد , والاستواء أيضاً الكمال والتملك بقوة ، والعرش هو رمز للملكة والممالك ، وعلى قدر عظمة المالك وقوته يكون عرشه ، فكل الملك والملكوت هو جزء من عرش المالك ، والعرش والفرش والكرسى أجزاء أخرى من عرشه ، والذى على واستوى وجل وعلى سطوته .
[لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ]
أى له كل ما فى السموات بما فيها ومعه من ملائكة وله كل ما فى الأرض من الإنس والجن والكل ملكه .
[وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ]
أى الذى بين السماء والأرض من النجوم والكواكب وغيرها وكذلك ما تحت الأرض من عوالم
[وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى]
أى أن يظهر قولك فإن الله عنده علم السر وهو ما كان بين اثنين وأخفى من السر ويسمى سر السر وهو ما كان فى صدر الإنسان فلا يعلمه أحد غيره إلا الله .
[اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ]
الله علم على الذات العلية المتصف بكل كمال , لا إله نفى لوجود إله صانع غيره هو , إلا هو أى هو الإله الحق الخالق الصانع .
[لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى]
أى له جميع الكمالات وجميع الصفات وجميع الأسماء الدالة على كماله وتنزيهه الله عند المؤمنين لأنهم بهذا يتقون شوائب الشرك على أنفيهم وكلما ازدادوا فى تنزيه الله ازدادوا إيماناً به .