[ تَبَارَكَ الَّذِي ]
تقدس وتعظم وجل ثناءه وكثر خيره , والذى اسم موصول .
[ بِيَدِهِ الْمُلْكُ ]
بقدرته ويسير وفقه وإرادته , والملك كل العوالم المحسوسة من الأرض وما عليها من الانس والجن والحيوان والطير والنجوم والشمس والقمر وهو العالم الجسمانى , والملكوت هو الروحانى من الجن والملائكة وغيره من العوالم المخفية عنا مثل العرش والسموات وما فيها والأرضين الست غير هذه الأرض التى نعيش عليها فكل هذا من عالم الملكوت .
[ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]
لا تعجز قدرته وإرادته عن فعل شئ أى فعال لما يريد سبحانه وتعالى .
[ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ]
أى جعل الموت يدرك كل مخلوق وجعل الحياة فى كل المخلوقات , فالموت فناء المخلوقات والحياة إيجادها بعد عدم .
[ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ]
ليختبركم بالحياة والموت بعد الحياة عن أعمالكم فالمحسن سوف يجازى عن إحسانه والمسئ سوف يجازى على إساءته فالدنيا مزرعة الأخرة ويقول فى الحديث ” يامحمد أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به “.
[وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ]
أى صاحب العزة فليس محتاج إلى أحد من خلقه بل الخلق فى احتياج دائم إليه وعلى هذا هو لهم غفور كثير العفو عنهم متجاوز عن اساءتهم متى رجعوا إليه
[ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ]
أى وجدها بعد عدم سبع فى العدد بعضها فوق بعض طبقة فوق طبقة منهم سبع طباق لكل سماء ملائكة مختلفة عن ملائكة غيرها من السموات .
[ مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ ]
أى ليس يرى اختلاف أو اضطراب أو اختلال بل كل شئ حسب نظام بديع متقن .
[ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ]
أى تأمل هذا النظام البديع المتقن هل ترى به صدوع أو شقوق بل هو كامل ليس به أى خلل وهذا دليل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
[ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ]
أى تأمل مرة بعد مرة .
[ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ]
يرجع إليك وهو مبعد ذليل وهو فى كلل خاسرًا صاغر قد أصابه الإعياء والتعب