[ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم “
نادى عيسى عليه السلام يا بنى إسرائيل عرفهم بأنه مرسلٌ إليهم من قبل الله لهدايتهم بعد أن ضلوا عن شرع موسى وداود عليهما السلام .
[ مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ]أى ما جئت به فيه الصدق لما فى التوراة ويزيل ما قد حرفتموه من التوراة ، وأيضاً متبع لأحكام التوراة .
[ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي]
أى أخبركم وأفرحكم بنبى آخر الزمان الذى ينتظره العالم .
[ اسْمُهُ أَحْمَدُ ]
اسمه عندنا أحمد أى حامد لربه ، والحامد هو العابد المتبتل الذى يقوم بحقوق العبودية لمولاه ، وقد ثبت عنه أنه كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه ، وعندما يسأل يقول : أفلا أكون عبداً شكوراً ، وهذا هو العبد الحامد حقاً .
[ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ ]
أى فلما أتاهم بالبرهان الواضح على هذا القول كان ردهم ـ أى أسلافهم ـ على عيسى عليه السلام ، وكذلك خَلَفَهم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
[ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ]
أى هذا الكلام لا حقيقة له بل هو وهمّ ؛ لأن السحر خيال للعيون ولا حقيقة له فى الواقع .
[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى ]
أى من بلغ به الطغيان ، أى من اجترأ على الله .
[ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ]
نسب إلى الله ما ليس له حقيقة ، فالكذب ضد الصدق ، والصدق مطابقة الواقع ، والكذب مخالفة الواقع .
[ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ ]
يدعى إلى دين الله ، والاستسلام والانقياد إلى دينه .
[ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ]
والله لا يرشد إلى دينه من اتبع هواه وضل عن سبيله .
[ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ ]
يحبون أن يخمدوا دين الله فى الأرض .
[ بِأَفْوَاهِهِمْ ]
أى بكلامهم وبهتانهم وكذبهم .
[ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ]
والله مكمل رسالته ودينه إلى عباده ، ليخرجهم من الضلال إلى الإيمان .
[ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ]
ولو حارب هذا الدين كل من طبع على قلبه الكفر والضلال والإلحاد .
[ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ ]
أى هو الذى بعث نبيه وصفيه إلى خلقه .
[ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ]
بالرشاد والتقوى والتوحيد والدين الذى لا اعوجاج فيه .
[ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ]
أى يعلن دين الله فى الأرض حتى يعلوا على كل حديث باطل يدين به الناس فيظهر كلمة الله فى الأرض
[ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ]
أى رغم أنف الكفار والمشركين ، فالكفار من عبدوا غير الله بالكلية ، والمشركون من عبدوا الله ولكنهم أشركوا معه غيره من الخلق .