حكاية في محبة الصوفية العاشقين
من حكايات المشتاقين ما حكي عن شقيق البلخي رحمه الله قال :
رأيت في طريق مكة مُقعداً يزحف على الأرض فقلت له :من أين أقبلت ؟
قال : من سمرقند .
قلت : فكم لك في الطريق ؟
فذكر أعواماً تزيد على العشرة , فرفعت طرفي انظر إليه متعجباً
فقال لي : يا شقيق مالك تنظر الي ؟
فقلت متعجباً من ضعف مهجتك وبُعد سفرتك , فقال لي :
يا شقيق أما بُعد سفرتي فالشوق يقربها .
وأما ضعف مهجتي فمولاي يحملها .
يا شقيق أتعجب من عبد ضعيف يحمله المولى اللطيف ؟
وانشد يقول لعله يستعده :
أزوركم والهوى صعب مسالكه والشـوق يحمل من لا مال يحمله
ليس المحب الذي يخشى مهالكه كـلا ولا شـدة الأسفار تبعده([1])
([1]) نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية أصحاب المقامات العالية لأبي السعادات عبد الله بن أسعد/اليافعي اليمني ص 192 , تفسير روح البيان مجلد ثامن ص 386 , كتاب العقد الثمين في فضائل البلد الأمين للحضراوى , روض الرياحين في حكايات الصالحين لأبي السعادات عبد الله بن أسعداليافعي اليمني ص 120 .