ويقول ابن عبد الوهاب لاتباعه لهم : فى غدٍ اطلعوا للقبب واهدموها واطرحوا الأصنام وارموها حتى لا يكون لكم معبود غير الله فقالوا سمعاً وطاعة ، فما اصبح الصباح إلا وهم سارحون بالمساحى لهدم القبب ، فبادر الوهابيون ومعهم كثير من الناس لهدم المساجد ومآثر الصالحين
فهدموا أولاً ما فى المعلى من القبب فكانت كثيرة
ثم هدموا قبة مولد النبى صلى الله عليه وسلم
ومولد سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه
ومولد سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه
وقبة السيدة خديجة رضى الله عنها
وتتبعوا جميع المواضع التى فيها آثار الصالحين ، وهم عند الهدم يرتجزون ويضربون الطبل ويغنون ، وبالغوا فى شتم القبور وقالوا “إن هى إلا أسماء سميتموها “… فما مضى ثلاثة أيام إلا ومحوا تلك الآثار([1]) .
ويقول الشيخ حسن خزبك رحمه الله تعالى فى رسالة “المقالات الوفية فى الرد على الوهابية (ص : 129) عن أحوال الوهابيين فى أرض الحجاز ، وعن أعمالهم أنهم قاموا بهدم الآثار والمزارات وبعض المساجد فى مكة ، فقد هدموا فى مكة مكان مولد النبى صلى الله عليه وسلم ، وكذلك مولد سيدنا أبى بكر وسيدنا على وبيت السيدة خديجة أم المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين ، ثم دار الأرقم ومسجد الجن ومسجد الكوثر والقباب الموجودة كلها فى المعلى
وأما فى المدينة فقد هدمت المزارات الموجودة فى البقيع جميعها
وكذا مسجد سيدنا حمزة والمزار الكائن عند جبل أحد
وقد رأيت بنفسى جماعة النجدين الوهابيين زمن الحج يقيمون بأولادهم وحيواناتهم فى المعلى التى فيها كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحقروا بذلك تلك المزارات فى نظر المسلمين وما دروا أنهم بفعلهم هذا يحاربون الله ورسوله ، لما ورد فى الحديث القدسى “من آذى لى ولياً فقد آذنته بالحرب” .
أما في مكة المكرمة، فكتب وفد جمعية الخلافة الهندي الذي كان حاضراً فيها يقول: ”
دمرت في مكة مقبرة المعلّى، والبيت الذي ولد فيه الرسول”. وفي مايو 1926 قابل وفد من مسلمي الهند بمجرد وصوله جدة ممثل مشايخ الوهابية عبد العزيز العتيقي ”فأكد الأخبار التي سمعناها وقال بأنهم اعتبروا القبب وغيرها بدعة وكفراً، وأنهم في هذا الأمر لا يهتمون بالرأي العام الإسلامي، أو أن المسلمين يعجبهم ذلك أم لا؟”
قال فيلبي مستشار إبن سعود وصديقه والذي ادّعى الإسلام وحجّ سنة 1931 بأن ما قام به الوهابيون من تدمير للأماكن الأثرية ”سيجعل الأجيال القادمة تنسى الوقائع التاريخية المرتبطة بها”.
والمخزي للوهابيين ومن يقف وراءهم، أنه إزاء ما فعلوه بآثار النبوة والتوحيد، فإن آثار اليهود في المدينة المنورة باقية، فما زال حصن كعب بن الأشرف موجوداً في منطقة السد في المدينة، ومكتوب عنده (منطقة أثرية). وكذلك بالنسبة لخيبر. عجباً أنحافظ على آثار اليهود ولا نحافظ على آثار النبي عليه الصلاة وأزكى السلام؟