وكان يقول:سيدى ابوالحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه
الأولياء على ضربين: صالحون وصدّيقون، فالصالحون أبدال الأنبياء، والصدّيقون أبدال الرسل، فبينَ الصالحين والصديقين في التفضيل كما بين الأنبياء والرسل، منهم طائفة انفردوا بالمادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدونها عين يقين، وهم قليلون، وفي التحقيق كثيرون، ومادةُ كلِّ نبيٍّ وكلِّ وليٍّ بالأصالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن من الأولياء من يشهدُ عينه، ومنهم من تخفى عليه عينه ومادته، فيفنى فيما يردُ عليه، ولا يشتغلُ بطلب مادته؛ بل هو مستغرقٌ بحاله لا يرى غيرَ وقته، ومنهم طائفةٌ أيضًا مُدُّوا بالنور الإلهي، فنظروا به حتى عرفوا من هم على التحقيق، وذلك كرامةٌ لهم، لا يُنكرها إلا من يُنكرُ كرامات الأولياء، نعوذ بالله من النُّكران بعد العرفان.