هناك أسئلة تدور بمخيلة المسلم
سيف الإسلام هل هو رحمة أم نقمة ؟
وعلى من سلط هذا السيف ؟!
وهل الإسلام انتشر بحد السيف ؟؟!
ج : سيف الإسلام رحمة لأنه في يد من سل وعلى من سلط ؟ في يد إنسان ملأ الله قلبه رحمة ليسوي بين أفراد الإنسان ، وجعل في قلبه نورا لينشر العدل بين بني جنسه ، لا يقصد بذلك أن يقهرهم على اعتناق دينه ، ولا أن يخرجهم من الملك الذي هم فيه ماداموا على مبادئه الشريفة الفاضلة ، من العدل والمساواة والرحمة والشفقة والتعاون والصلة والبر ، لا فرق عنده بين النصراني واليهودي والصابيء . وها هم أهل الذمة في كل بلد إسلامية برهان ساطع على أن الأمر كما أقول .
وعلى من سلط هذا السيف ؟
ج : سلط على كل جبار عنيد يستعبد عباد الله، وطاغية فاجر عامل لمحو الحق وإظهار الباطل . سبحان الله ! ما للعيون عميت عن الحقائق وهي مجلوة ! وما للقلوب انصرفت عن الآيات وهي مضيئة ! اللهم رحماك . فكأن الإنسان ليس بإنسان ، لأنه أهمل عقله إهمالا جعله يجعل الباطل حقا ويؤيده بأباطيل ، ويجعل الشمس الجلية ضحوة مظلمة .
وهل الإسلام انتشر بحد السيف ؟
إن المسلم لم يجعل سيفه في قهر الناس على اعتناق الدين ، لأن الجمال الإسلامي تجلى للعقول الكاملة وللقلوب السليمة ، تجليا جذبها إليه . ومن رأى الكتب التي ألفت في تفسير القرآن ، وخدمة الأحاديث النبوية ، واستنباط الأحكام من الكتب يتحقق أن أكثر مؤلفيها من غير العرب ، وأنهم من عقلاء الأمم وعلمائهم ، الذين جذبهم الحق إليه وقربهم منه ، الذين تجلت لهم أنوار الإسلام فاهتدوا بها إليه ، وظهرت لهم حقائقه فأقبلوا بها عليه . فلما أن باشرت بشاشته قلوبهم تفجرت ينابيع الحكمة منها ، فترجمت بها ألسنتهم .
وسائل إظهار الحق ص42
للسيد محمد ماضى أبو العزائم