قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضى الله عنه :
هممت مرة أن أختار القِلة من الدنيا على الكثرة ، ثم أمسكت ، و خشيت سوء الأدب ، فلجأت إلى ربي ، و رأيت في النوم كأن سيدنا سليمان عليه السلام و حوله العسكر و رفع لي عن قدوره و جفانه فرأيت أمراً كما وصفه الله تعالى بقوله : { وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ } [سبإ-13] ، فنوديت :
لا تختار مع الله شيئا ، و إن اخترت فاختر العبودية لله إقتداءً برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حيث قال :
عبداً رسولا ، و إن كان و لابد فاختر أن لا تختار و فر من ذلك المختار إلى إختيار الله ؛ فانتبهت من نومي ، فرأيت بعدها قائلاً يقول :
إن الله سبحانه اختار لك أن تقول :
اللهم وسع علي رزقي من دنياي ، و لا تحجبني بها عن أخراي ، و اجعل مقامي عندك دائماً بين يديك ، و ناظراً منك إليك ، و أرني وجهك ، و وارني عن الرؤية و عن كل شيء دونك ، و ارفع البين فيما بيني و بينك ، يا من هو الأول و الآخر ، و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم.