يحكى: عن بعض أصحاب السّري قال: كان لسريّ تلميذة، ولها ولد عند المعلّم، فبعث به المعلم إلى الرّحا، فنزل الصبي في الماء فغرق، فأعلم المعلّم سريا بذلك، فقال السّريّ: قوموا بنا إلى أمّه، فمضوا إليها، وتكلّم سريّ معها في علم الصبر، ثم تكلّم في علم الرّضا.
فقالت: يا أستاذ، وأيّ شيء تريد بهذا؟!
فقال لها: إن ابنك قد غرق.
فقالت: ابني؟!!
فقال: نعم.
فقالت: إن الله ما فعل هذا.
ثم عاد السّري في كلامه في الصبر والرضا.
فقالت: قوموا بنا.
فقاموا معها حتى انتهوا إلى النهر.
فقالت: أين غرق؟!
فقالوا: هاهنا.
فصاحت به: ابني محمد.
فأجابها: لبّيك يا أماه.
فنزلت وأخذت بيده، فمضت به إلى منزلها.
فالتفت السّريّ إلى الجنيد وقال: أي شيء هذا؟!!
قال الجنيد : أقول؟
قال: قل.
قال: إن المرأة مراعية لما لله عليها، وحكم من كان مراعيا لما لله عليه أن لا يحدث عليه حادثة حتى يُعلمه بذلك، فلما لم تكن حادثة لم يعلمها بذلك، فأنكرت فقالت: إن ربي ما فعل هذا.
رضي الله عنها ونفعنا بها.