إن من الواجب على كل مسلم أن يحذر أخيه المسلم من كل فكر متطرف خارجى وقد حذر الكثير من العلماء السابقين من فكر هؤلاء الضالين وهكذا سنة الله فى خلقه , فكلما ظهر شيطان من الخوارج قيد الله له شهابًا ثاقبا ما بقيت الدنيا ” وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا “([1])
ولو شئت أن أذكر لك من ميدان الضالين والرادين على هذه الفرق فى كل عصر لضاق بنا المقام , فلا تنسى أن لكل نمروز إبراهيم , ولكل فرعون موسى , ولكل ضال محمدى .
فالحذر الحذر من مصاحبة هؤلاء القوم البغاة انهم يسفهون الأحلام ويسبون علماء الإسلام وينادون بكل ما هو سفه وساقط , ويرفعون كل وضيع وجاحد , فالحذر من مجالستهم فإنهم شرار بغاة .
فهؤلاء القوم إذا جئتهم بما يقطع رقابهم ويبطل حجتهم الواهية بالبراهين الساطعة الواضحة عمدوا إلى شبهة آخرى من الأوهام التى يوحيها إليهم شياطينهم { شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }([2]) .
ومن العجب أنك تلزم الضال من هؤلاء القوم بالحجة والبرهان وتريه الحق الصريح حتى يخيل إليك أنه كاد يهتدى , ولكن لا يزال متمسكًا بما هو عليه من الضلال والفكر الخاطئ .