وصية للعبيد الأحرار والسالكين الصادقين والمريدين الصالحين

وصية للعبيد الأحرار والسالكين الصادقين والمريدين الصالحين

يقول سيدي الشيخ أحمد رضوان-رضي الله عنه : إن رسول الله ﷺ أعطى ثلاثة علوم

  •  علم الشريعة ونشره بين الأمة.
  •  علم خير فيه فأعطاه بعض الصحابة دون بعض
  •  علم علمه وأمر بكتمه وهو علم سر القدرة.

وأما علوم العارفين بالله فتؤخذ مشافهة من عارف الي عارف الي رسول الله ﷺ

وتفاض عليهم من باب《 وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا 》.

وهذا علم العارفين، ولا يُعطى هذا العلم إلا لرجلٍ طرح الأكوان وأحب الرحمن واقتدى بالقرآن واتبع سيد الانام، وهذا العارف لو خطرت في قلبه خطرة دون الله تعالي سهوًا لتعطل سيره وما كان من العارفين .

ولذا يقول سلطان العارفين “سيدي عمر بن الفارض”.

ولو خَطرتْ لي في سواك إرادة ** علي خاطري سهوًا قضيتُ بِرِدَّتي

وما ضر السالك والذاكر إلا هذه الأمور، فلو قام عابدٌ يعبد الله بعدد الأنفاس ما وصل إلي المعرفة مادام له قلب يلتفتُ لغير الله .

وعلامةُ المخذول أن له تمويهات تضحك بها عليه نفسه.

فلقد ضل أكثر الناس في زماننا هذا، فما بنوا سيرهم علي علم وخشية وخوف وحب.

فالخوفُ يحجبك عن غيره، والحبُ يسوقك إليه، والعلمُ يدلك علي طريقه.

وما ضر السالكين في زماننا هذا إلا رؤية أذكارهم مع علمهم .

والله مدح عبيدا له وقال في كتابه 《وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ》

وعلامةُ العارفِ : أنه لا يقفُ مع علمه

ولذا يقول عز من قال لرسوله العظيم ﷺ《 قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ》

صدق الله العظيم.

فالإستسلام والرضا شرطٌ في السير وشرطٌ في الإيمان وشرطٌ في الإسلام، فما حُرِمُوا من فتح الله تعالي إلا لجهلهم بالعبودية ورؤية أعمالهم ومن أخطر ما يكون علي السالكِ وقوفه مع المنامات، ومن أضر ما يكون على السالكِ الشيخُ الجاهل الذي لايعلم الشريعة وهذا يُحرم الأخذ عنه لإنه يفتن المريد بقوله – أنت منا ونحن منك – .

ومن أخطر ما يكون علي السالك الأماني الكاذبة، كما قال سلطان العارفين :

رضوا بالاماني وابتلوا بحظوظهم

وخاضوا بحارَ الحبِ دعوي فما ابتلوا.

وإن السير الي الله لابد من العلم قبل ذلك علي السالك وعلي الشيخ من اثنا عشر علمًا

  •  علم يوصلك الي طهارة ظاهرك
  •  علم يوصلك الي طهارة باطنك
  • علم يسوق روحك الي ربك
  •  علم ينزه سرك عما سواه
  •  علم يسوقك بسوط الخوف
  • علم يُدنيك من حضرة الشوق
  •  علم يُخرجك من الملك والملكوت
  •  علم يعرفك بعالم الجبروت

والعلوم مائة الف علم واربعة وعشرون علما — أي يعني المقامات التي يصل اليها السالك –

إاذا لم يتعلمها لا يسمي عارفا ولا يصلح لإعطاء الطريق وهو ضال مضل خائن لله ورسوله .

وقد كثرت المشيخة الزائفة في زماننا وأعطيت الإجازات للدنيا فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

ومن أراد الله ورسوله بحث عن عالم عارف بالله

وعلامة العارف أنه : لايسهو إذا سهي الناس ولا يجهل جمال الله ولا جلال الله ولا ايام الله ولا أحكام الله ……..

فإذا كان كذلك وردت عليه الواردات الالهية وسقته من ألبان الحضرة الربانية وجعلته مع الحضرة المصطفوية.

والسير الي الله ليس بالسهل وإنما ببيع النفوس والأموال .

فمن أراد الله فليكن صادقًا في طلبه ولا يجهل حكمًا من أحكامه .

وهذه وصيتي للعبيد الأحرار وتحذير لأهل البطالة والدعاوى أن تغرهم أنفسهم .

لإن القيامة فضاحة تُبلى فيها السرائر اي تختبر ويظهر ما في سرها، نسأل الله أن يساعدنا علي عبوديتنا وأن يدخلنا في حضرة خاصته بجاه النبي صلي الله عليه وسلم.

والسلام علي جميع الأمة ورحمة الله .

العبد المسئ الذي حطمته الذنوب واضعفته العيوب الراجي عفو ربه، الفقير إليه:

أحمد محمد رضوان البغدادي

 وصية العارف بالله الشيخ أحمد رضوان  للعبيد الأحرار والسالكين الصادقين والمريدين الصالحين، قالها بتاريخ ١٧ ربيع الثاني عام ١٣٨٦هجرية الموافق ٤ /٨ / ١٩٦٦ميلادية بمركز دراو – أسوان .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.