عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أمه سلمى قالت: اشتكت فاطمة بنت رسول الله فمرضتها، فأصبحت يوما كأمثل ما كانت، فخرج علي بن أبي طالب، فقالت فاطمة: يا أمتاه، اسكبي لي ماء غسلا، فسكبت لها، فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم قالت: هاتي ثيابي الجدد، فأعطيتها، فلبستها ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت: قدمي الفراش إلى وسط البيت، فقدمته فاضطجعت واستقبلت القبلة فقالت: يا أمتاه، إني مقبوضة الآن، وإني قد اغتسلت، فلا يكشفني أحد، وقبضت، فجاء علي بن أبي طالب فأخبرته، فقال: لا والله لا يكشفها أحد، ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها. ([1])
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ” ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله ﷺ … ([2])“
وقال أبو نعيم في الحلية ” ومن ناسكات الأصفياء، وصفيات الأتقياء: فاطمة رضي الله تعالى عنها، السيدة البتول، البضعة الشبيهة بالرسول، ألوط أولاده بقلبه لصوقا، وأولهم بعد وفاته به لحوقا، كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة، وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة “ ([3])
وقال الذهبي” سيدة نساء العالمين في زمانها، البضعة النبوية والجهة المصطفوية، أم أبيها، بنت سيد الخلق رسول الله ﷺ أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين “، وقال أيضا: ” وقد كان النبي ﷺ يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله([4])
وقال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية 9 / 485 : ( وتكنى بأم أبيها ) , وقال: وكانت أصغر بنات النبي ﷺ على المشهور، ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها؛ لأنها أصيبت به عليه الصلاة والسلام , إذا كان يوم القيامة ناد مناد من وراء الحجب : ( يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر ) . ([5])
([1])احمد ابن حنبل في فضائل الصحابه.
([2]) رواه أبو داود , والترمذي ، وإسناده حسن .
([4]) السير للإمام الذهبى 2 / 118 , 119 .
([5])كنز العمال فى سنن الأقوال والأفعال للمتقى الهندى ج 6 رقم 34214