الوهابية واحتلال مكة المكرمة

بعد إرعاب أهل الحجاز بقتل النساء والأطفال خلال احتلال الوهابية للطائف عام1217 ه / 1802 م ، لم يصبروا عن التلذذ بقتل الناس شيوخًا ونساءً وأطفالا .

فبعد استيلائهم على الطائف بدأ هجومهم على مكة المكرمة مباشرة فدخلوها سنة 1218 ه/ 1803 م كما ذكرذلك عبدالله بن الشريف حسين في ( صدق الخبرفي خوارج القرن الثاني عشر )

  أما مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر الحنبلي النجدي. فيذكر ذلك في أحداث سنة 1220 :

ومن أحداث تلك الفترة المشئومة في محرم 1220 ه / 1805 م أن الوهابية راحوا يقتلون الحاج ويأسرون من يمر ، واشتدّ الغلاء في مكة بشكل فاحش لم تشهده من قبل حتى باع أهل مكة أثاثهم وحلي نسائهم بعشرالقيمة ؛ليشتروا أقوات أطفالهم

بأضعاف أثمانها . ومات الكثير من أهل مكة جوعا وانتشرت جثث الأطفال في الأزقة

 بل وكما يذكر مؤرخ الوهابية عثمان النجدي في كتابه عنوان المجدفي تاريخ نجد ( 1135 ) :

( أن لحوم الحمير والجيف بيعت فيها بأغلى الأثمان ، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجروا نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها ،فلم يبق فيها إلاالنادر من. ( الناس

 ومن شنيع أفعال الوهابية خلال غاراتهم على مكة والمشاعر العظام أن توجه اثنان من قادتهم وهما ( عثمان المضايفي والذي أصبح أميرالطائف بعد الاستيلاء عليها ، وابن شكبان ) إلى عرفة فقتلا من لم يطعهما وأسرا الكثير من الناس ، َ ثمّ انتقلا إلى وادي مر ينهبون ويقتلون الواردين إلى مكة المكرمة مما أدى إلى امتناع أهل الحجاز عن الحج ، وأحرق المحمل المصري رمز اجتماع الحجيج ، ولقد رفض أمير الحج الشامي شروط الوهابية وعادإلى بلاده ومن معه

كلهذا دفع بالشريف غالب إلى الموافقة على الصلح مع الوهابيين ، والسماح لهم بالدخول إلى مكة ، التي بقي حكمها له على أن يحضر الصلاة والسلام على الرسول . الكريم بعد الأذان لأنها بدعة ! ، وأن يوافقهم على ما يريدون

ولقد كان لدخول الجيوش المصرية الجزيرة العربية للقضاء على الوهابية سنة 1226

ه / 1811 م ، والتي بقيت حتى عام 1234 ه / 1818 م ، أثرًا كبيرًا في

تأديب الوهابية، وإضعاف سيطرتهم على الحرمين الشريفين ، ولكن ما لبثت القبضة . المصرية أنتراخت ، لتقوم قائمة الوهابية ثانية

وكان من نتيجة استيلائهم على مكةالمكرمة ومنطقتها أن انفلت حبل الأمن فانتشرالسلب والنهب ، واضطربت السبل ، ولم يستطيعوا ضبط الوضع بوضع حد لهذا الفلتان ، وما لبث الوهابية أن زهدوا في مكة بعدأن عاثوا فيها فسادا ؛ فتركوها عندما سمعوا أن العجم غزو عاصمتهم الدرعية كما يروي الجبرتي ، فعادإليها الشريف غالب ، وحاول استعادة الطائف ولكنه فشل بعد أن استطاع حماية جدّة من هجماتهم الشرسة ، كما بين ذلك الدكتور محمد عوض الخطيب في كتاب صفحات من تاريخ 180- . ( الجزيرة العربية ( ص 179

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.