إن الملك القدير يهون عليك العسير

يقول سيدي الجنيد البغدادي :-
كنت في جنازة نتهيأ لدفنها في مقبرة
فوقعت عيني من بعيد على رجل جالس رث الهيئة وهو يشحذ من الناس
فقلت في نفسي
ما أحوج هذا الرجل لصيانة نفسه من ذل السؤال
لماذا لا يعمل ويكسب من قوت يده
ثم إنشغلت عنه في دفن الجنازة ورجعت للبيت
ولم أقبل الليل أخذتني سنة من النوم
فرأيت في المنام
أن الرجل الذي مر معي في المقبرة محمولا في خوان ( إناء واسع كبير للطعام)
تحمله حملة من خلق الله
فجاءوا به إلي ووضعوه أمامي وهو ميت
فقالوا بصوت واحد ( كل من لحمه)
يقول الجنيد :- ففزعت فزعا كبيرا … واضطربت إضطرابا شديدا
واعادوا الكلام ( كل من لحم هذا الميت)
يقول قلت لا …. لا
قالوا إنك قد فعلتها
قلت :- وكيف ذاك ؟
قالوا :- لقد اغتبت الرجل الذي كان جالسا في المقبرة !!!
قال الجنيد : ماتكلمت بلساني هو خاطر مر معي في نفسي
واستغفر الله منه
قالوا :- ياجنيد ما كان لمثلك أن يغتاب أحدا حتى ولو في قلبه
اذهب واستسمح الرجل …. فقد اغتبته
يقول سيدنا الجنيد رضي الله عنه
فلما بزغ الفجر
ذهبت للمقبرة ابحث عنه استسمحه واعتذر منه
فبحثت وبعد مشقة وجدته جالسا تحت نخلة
فلما أقبلت عليه ورآني
صاح بأعلى صوته
قبل أن أتكلم معه
لقد سامحناك …. لا تعد لمثلها
يقول الجنيد : فسلمت عليه وقبلته وانصرفت
وهالني مكاشفته لي
فقد بادرني بالأمر قبل الكلام.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.