أتتكرم على الله في خلقه !

يقول مولانا أبا الحسن الشاذلي رضى الله عنه:
دخلت مدينة تونـس وأنا شـاب صغير فوجدت فيها مجاعة شـديدة , ووجدت الناس يموتون جُوعاً في الأسواق

فقلت في نفسي : لو كان عِندي مـا أشتري بـه خُبزاً لهؤلاء الجِياع لفعلت فأُلقيَّ في سِـري، أن خُذ ما في جيبك، فحَرَّكتُ جيبي فـإذا فيه نُقُود

فأتيتُ إلى الخباز بباب المنارة فقلت له ,  عُـدَّ خُبزك فإني أريـد شِـرَائه  فعدهُ، فناولته للناس فتناهبوه .

ثم أخرجت الدراهم فناولتها الخباز , فقال لي هذه مُزَوَّرة
وأنتم معاشر المغاربة قوم تسـتعملون السِحرَ  والكيمياء ,  فأعطيته بُرنُسِي وكرزيتي رهناً في  ثمن الخبز .

وتوجهت إلى جهة الباب فإذا رجل واقف عنده ,  فقال لي يا علي أين الدراهم ؟!

فأعطيتها لهُ , فهَزَّها بِيده ورَدَّها إليَّ وقال الأن إذهب وادفعها للخباز فإنها طيبة , فرجعت إلى  الخباز فأعطيتها له فقال نعم هذه نُقُود طيبة , وأعطاني برنسي وكرزيتي، ثم طلبت الرجل فلم أجده .

فبقيت مُتحيّراً في نفسي إلى أن دخلت  المسجد يوم الجمعة . فجلست عند المقصورة في الركن الشرقي فَصَليَّتُ تحية المسجد , وإذا  بالرجل يقفُ عن يميني .

فسَلمتُ عليه فتبسَّم وقال : يا علي أنت تقول لـو كان عندك ما تُطعِمُ  به هؤلاء الجياع لفعلت ؟؟

أتتكرم على الله في  خلقه، ولو شاء لأطعمهم وهو أعلم بِمصَالِحِهم !؟ فقلت يا سيدي من أنت ؟؟

قال أنا الخضر كنت بِبلاد الصين فقيل لي أدرك عبدي بتونـس فأتيت  مُبادراً إليك , فلما إنتهيت من صلاة الجمعة  بَحَثتُ عنهُ فلم أجده”.!!
كتاب المفاخر العليَّة في المآثر الشاذلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.