الأنس عند أهل التصوف

سئل رويم عن الأنس فقال : سرور القلب بحلاوة الذكر والخطاب ,  وقال أيضًا : الانس أن تستوحش من غير الله عز وجل حتى من نفسك .

يقول الشيخ أبو الحسين الوراق :لا يكون الأنس بالله إلا ومعه التعظيم ؛لأن كل من استأنست به سقط عن قلبك تعظيمه إلا الله تعالى فإنك لا تتزايد به أنساً إلا ازددت منه هيبة وتعظيماً ([1]).

يقول الشيخ أبو سعيد الخراز :الأنس استبشار القلوب بقرب الله تعالى و سرورها به وهدوها في سكونها إليه و أمنها معه من حيث الروعات وإعفاؤه لها من كل ما دونه أن يشير إليه حتى يكون هو المشير لأنها ناعمة به ولا تحمل جفاء غيره .

يقول الإمام أبو حامد الغزالي :”إن علامة الأنس: ضيق الصدر من معاشرة الخلق و التبرم بهم و استهتاره بعذوبة الذكر، فإن خالط فهو كمنفرد في جماعة و مجتمع في خلوة و غريب في حضر وحاضر في سفر وشاهد في غيبة و غائب في حضور مخالط بالبدن منفرد بالقلب مستغرق بعذوبة الذكر”. ([2])  .

([1]) تهذيب الأسرار فى أصول التصوف , لأبى سعد عبدالله بن محمد بن يعقوب النيسابورى الخركوشى, ذكر الأنس ص 63 .

([2])  إحياء علوم الدين للإمام الغزالى , كتاب المحبة والشوق والأنس والرضا , ص 353 .

من كتاب ( ريحانة التصوف ويليه أجمل ما قيل فى التصوف )

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.