أهل الشوق لله عَلَى طبقتين

أهل الشوق لله عَلَى طبقتين:
أحدهما :  من أقلقه الشوقُ ففني إصطبَارُه
كان أبو عُبيدة الخوَّاص يمشي ويضرب عَلَى  صدره ويقول : واشوقاه إِلَى من يراني ولا أراه .

وكان داود الطائي يقول بالليل : همُّك عطَّل عَلَيَّ  الهموم , وخالف بيني وبين السهاد , وشـوقي إِلَى  النظر إليك أوبق مني اللذَّات , وخالف بيني وبين الـشهوات, فأنا في سجنك أيها الكريم مَحكُوم
وبِكَ مُغرَمٌ وَمَفتُون .

والطبقةُ الثانية : من إذا أقلقهم الشوقُ سكَّنهُم  الأُنس باللَّه , فاطمأنت قلوبُهم بذكره, وأنسوا بِوِصَالهِ وقُرّبِه , وهذه حالُ الأنبياء والمرسلين  وخواص الأولياء والعارفيِّن من أهل محبته .

وسُئل الشَّبلي بما تستريح قلوبُ المُحِبِيِّن  والمشتاقين؟!

فَقَالَ : بسرورهم بمن أحبُّوه واشتاقوا إِلَى لِقَائِه   .

مجموع رسائل إبن رجب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.