من معانى اليد في القرآن الكريم

 قال تَعَالَى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} سورة المائدة.

قال النسفي في تفسيره: “رُوِيَ أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا كَذَّبُوا مُحَمَّدًا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَفَّ اللَّهُ مَا بَسَطَ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّعَةِ، وَكَانُوا مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ مَالًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ فَنُحَاصُ بن عازوراء وهو من اليهود: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، وَرَضِيَ بِقَوْلِهِ الْآخَرُونَ، فَأُشْرِكُوا فِيهِ.
وَغَلُّ الْيَدِ وَبَسْطُهَا: مَجَازٌ عَنِ الْبُخْلِ وَالْجُودِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} الْإِسْرَاءُ.

واليد في كلام العرب تكون أحيانا للجارحة كقوله تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ} وهذا محال على الله تعالى، وتكون للنعمة، تقول العرب: كم يد لي عند فلان، أي: كم من نعمة لي قد أسديتها له.

وتكون للقوة؛ قال الله عز وجل: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ} أي: ذا القوة.
وقوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}


قال ابن عباس رضي الله عنهما: {بِأَيْدٍ} أي بقدرة، وليس المقصودُ باليد هنا الجارحةَ التي لنا فإن الله تعالى منزه عن ذلك، فاليدُ تأتي بمعنى القدرة، والقدرةُ هي القوةُ.

وتكون للملك والقدرة، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}.

وتكون بمعنى الصلة، قال الله تعالى: {مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} أي: مما عملنا نحن
وقال: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} أي الذي له عقدة النكاح.

وتكون بمعنى التأييد والنصرة، ومنه الحديث: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَدُ اللَّهِ مَعَ الْقَاضِي حِينَ يَقْضِي، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْقَاسِمِ حِينَ يَقْسِمُ”
قَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ: مَعَهُ بِالتَّأْيِيدِ وَالنُّصْرَةِ وَكَذَلِكَ هُوَ مَعَ الْجَمَاعَةِ بِالتَّأْيِيدِ وَالنُّصْرَةِ.

وتكون لإضافة الفعل إلى المخبر عنه تشريفا له وتكريما، قال الله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فلا يجوز أن يحمل على الجارحة.

فمن حمل إضافة الوجه أو اليد أو العين الوارد في القرءان أو الحديث في حق الله تعالى على الحقيقة أي على هذه الأعضاء والجوارح المؤلَّفة والمركَّبة كما فعلت المجسمة فقد كذَّب الله تعالى.
الوجه والعين واليد إذا أضيفت إلى الله فلها معنى يليق بالله تعالى ليس بجسم ولا حجم ولا جارحة ولا هيئة ولا صورة ولا كيفية ولا كمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.