لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا

الشرح بطريق الإشارة
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تدخلوا الجنة ) : أي جنة الرضا والأنس والمعرفة

(حتّى تؤمنوا) : اي حتّى تصدّقوا وتسلّموا لأهلها ولا تنكروا عليهم ،
فالتصديق بالولاية مفتاح لدخول الولاية،
كما قال أحد العارفين بالله رضي الله عنه:” التصديق ولاية ،
والانكار على الأكابر جناية” .وقال الامام الجنيد
رضي الله عنه: ” التصديق بطريقتنا ولاية صغرى” .
أي التصديق بنا والتسليم لنا مفتاح للولاية ..

(ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا) : أي يحبّ بعضكم بعضكم ،ويذلّ
بعضكم لبعضكم ،ويتمنى لأخيه مايتمناه  لنفسه ، ويخدم بعضكم بعضا،
أو حتى تكونوا قد تحاببتم في الأزل ،فإذا كان المريد في
الأزل من محبّي الشيخ الفانين في محبته،كان عظيم الصدق
والتسليم والأدب للشيخ ،فسهُلت ويسّرت له طريق الولاية ،
(أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟أفشوا السلام بينكم)
أي أن يسلم أحدكم من أخيه ،فيتأدب معه ظاهرا وباطنا
فلا يؤذيه، بلسانه ويده ولا يحسده ولا يخذله ، ولا يحقره ،
وليكن له عونا وسندا ووظهرًا فذلك ممّا يزيد في الحب والمودّة
وكذا محبّة الشيخ وخدمته والتأدب معه في الظاهر والباطن .
فكل هذه وسائل ومفاتيح للوصول الى الله
فإنّ صاحب القلب السليم من غير الله ، السليم لخلق الله
السليم من الحسد والبغض لإخوانه قريبٌ مؤهب لدخول حضرة الله ،
والقلب الذي فيه شيء على عباد الله محرّمة عليه حضرة الله
تعالى حتى يتطهّر ،” إلا من أتى الله بقلبِ سليم”والله الموفّق ..

المريدة المالكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.